معنى قول النبي صل الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يَقرَينَّ مَسجِدَنا ؟

معنى قول النبي صل الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة الحبيبة فلا يَقرَينَّ مَسجِدَنا ؟

الإسلام دين الرقي في جميع جوانب الحياة، ومن ذلك: الاهتمام بالنظافة وحسن القراءة ، ومراعاة حقوق الآخرين ومشاعرهم، جاء في حديث للنبي صلى الله عليه و سلم أنه قال  في غزوة خيبر:
" من تفل تجاه القبلة ، جاءَ يوم القيامة و تفله بين عينيه، و من أكل من هذه البقلة الخبيثة ( يقصد الثوم) فلا يُقرَبَنَّ مَسجِدَنا ( ثَلَاثًا " (
الراوي : حذيفة بن اليمان | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم: 339 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يَقرَينَّ مَسجِدَنا

شرح الحديث :

الإسلام دين الرقي في جميع جوانب الحياة ، ومن ذلك: الاهتمام بالنظافة وحسن القراءة ، ومراعاة حقوق الآخرين ومشاعرهم ، فالحديث موجود عند المسلم وجهة نظر ، وهذا أمر جيد. في غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة.

كما ينبغي على المُسلِم تعظيم المساجد، وتنزيهها عن الأقذار والنجاسات والروائح الكريهة، وعَمَّا لا يليق، كما بَيْنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم في هذا الحديث، فقال: "من تفل تجاه القبلة" بأنْ ألْقَى ما في فَمِه مِنَ اللعاب، أو النخامة، تجاه القبلة، "جاءَ يوم القيامةِ وتقله بَينَ عَينيه، مَحْلُومًا بِهِ عَلَى جَبَهَتِهِ يَومَ القِيامَةِ، وفي روايةٍ عِند أبي داودَ أَنَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قالَ لِمَن فَعَلَ هذا: "إِنَّكَ أذَيْتَ الله ورسوله، أي: إِنَّكَ فَعَلتَ فِعِلًّا مَنهَيًّا عَنهِ، لَا يُرضِي اللَّهَ وَلَا رسوله، وليس أذى الله سبحانه وتعالى من جنس الأذى الحاصل للمخلوقينوإذا قام المُسلِمُ في صلاته، فإنَّه يُناجِي رَبَّه، ويكونُ رَبُّه بينه وبين القِبلةِ، فَلا يَبزُقُنَّ في قبلته، ولكِنْ يَبصق عن يساره، أو تَحتَ قَدَمَيْهِ أَو فِي طَرَفِ رِدَائِهِ تم يَرُدُّ بعضه على بَعْضٍ.ومن أكل من هذه الشَّجَرَةِ الخَبيئَةِ سَبنَّا"، والشَّجَرةُ هي الثوم، ونحوها، وسَمَّاها خَبينَةً لِقُبح رائحتها، وهو بمعنى التَّقَرُّرَ، لَا بمَعنى التَّحْرِيمِ، فَلَا يَقرَبَّنَّا فِي المسجد"، لا يَأْتِيَنَّا في المسجد؛ وذلك لأنَّه سَيُؤذي المُصلِّينَ بالرَّائحة الكريهة.

وَكَرَّرَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حديثه هذا ثلاث مَرَّاتٍ تأكيدًا للتحذير والنهي، والتشنيع على مَن يَفعَلُ ذلكوفي الحديت إكرام القبلة وتنزيهها.

          والمُرادُ كذلك: ألَّا يحضُرَ إلى الجماعةِ؛ لئلَّا يُؤذيَ غيرَه مِن المُصلِّينَ، فضلًا عَن المَلائكةِ، وهذا فيمَنْ أكَلَ ذلِك نِيِئًا، فأمَّا مَن أكَلَه بعْدَ الإنْضاجِ بالنَّارِ فلا مَانْعَ فيه؛ لذَهابِ رِيحِه.

          كما عندَ مُسلِمٍ أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه قال: «أيُّها النَّاسُ، تأكلونَ شجَرَتينِ لا أَراهما إلَّا خَبِيثَتينِ؛ هذا البصَلَ والثُّومَ؛ لقد رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ إذا وجَدَ رِيحَهما مِن الرَّجُلِ في المسجِدِ أمَرَ به، فأُخرِجَ إلى البَقيعِ، فمَن أكَلَهُما فلْيُمِتْهُما طَبْخًا».

          وسَببُ نَهْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك في خَيْبرَ ما ورَد في صَحيحِ مُسلمٍ عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضيَ اللهُ عنه، قال: «لم نَعْدُ أنْ فُتِحَتْ خَيْبرُ فوَقَعْنا أصحابَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تلك البَقْلةِ الثُّومِ، والنَّاسُ جِياعٌ، فأكَلْنا منها أكلًا شديدًا، ثمَّ رُحْنا إلى المسجِدِ، فوجَد رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرِّيحَ، فقال: «مَن أكَل مِن هذه الشَّجرةِ الخَبيثةِ شَيئًا، فلا يَقْرَبَنَّا في المسجِدِ»، فقال الناسُ: حُرِّمَتْ، حُرِّمتْ، فبلَغ ذاك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّه ليس بي تحريمُ ما أحَلَّ اللهُ لي، ولكنَّها شجَرةٌ أَكْرَهُ رِيحَها».

         وقِيسَ على هذا مَجامِعُ الصَّلاةِ غيرَ المسجدِ؛ كمُصَلَّى العيدِ والجنائزِ ونَحوِها مِن مَجامِعِ العِباداتِ، وكذا مَجامِعُ العِلمِ والذِّكرِ والولائِمِ ونحوِها، ولا يَلتَحِقُ بها الأسواقُ ونحوُها. ويُلحَقُ بالثُّومِ البصلُ والكُرَّاثُ وكلُّ ما لَه رائحةٌ كريهةٌ مِن المأكولاتِ وغَيرِها، ويُلحَقُ به من به بَخَرٌ في فِيهِ، أو به جرحٌ له رائحةٌ. وفي الحديثِ: الأمرُ بتَحسينِ الأدَبِ في حُضورِ مَواطِنِ الصَّلاةِ مِن تَعاهُدِ الإنسانِ نفْسَه بتَركِ ما يُؤذي ريحُه.

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

الفيديو على قناتنا في اليوتيوب قناة مفتاح المعرفة


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -